"أركنسيال" و"الشبيبة الأرثوذكسية" تستثمران إعادة التدوير بيئياً وإنسانياً

المستقبل – الاثنين 11 نيسان 2011 – العدد 3966 – بيئة – صفحة 9

 

C9-N13 C9-N14  C9-N15

رنا الشمندي (منسقة المشروع) وأسعد الهبر يجمعان الورق والكرتون.

شعار مشروع تدوير الورق في حركة الشبيبة الأرثوذكسية.

طبقات البلاستيك التي تجمهها أركنسيا

 

كتبت سارة مطر:

في ظل التوجه العالمي نحو تحقيق تنمية مستدامة تحفظ حقوق الأجيال المقبلة من الموارد الطبيعية وفي ظل تفاقم المشاكل البيئية والسعي نحو إيجاد الحلول الناجعة، ارتأت بعض الجمعيات الأهلية ان تخلق مبادرات نوعية تحث المواطنين وتشركهم في عملية فرز النفايات ليتم بيعها وإعادة تدويرها من منطلق خفض التلوث وحماية البيئة وبنفس الوقت من مبدأ المساهمة في خدمة قضايا انسانية وحياتية واجتماعية ملحة.
ولعل مشروعي إعادة تدوير البلاستيك لجمعية “أركنسيال” واعادة تدوير الورق “لحركة الشبيبة الأرثوذكسية”، يشكلان نموذجاً لكيفية استثمار النفايات وتحقيق الربح المادي منها، حيث تعمد الأولى إلى استعمال الأرباح لصناعة كريسي نقال يقدم لأحد المقعدين، والثانية لدعم الطلاب المحتاجين في أقساطهم المدرسية.
أركنسيال
وتوضح مسؤولة قسم التربية في برنامج المحافظة على البيئة التابع “لأركنسيال” جويل بشارة ان “المشروع يندرج ضمن اطار استراتيجية التنمية المستدامة التي تتمحور بشكل أساسي حول النواحي البيئية والاقتصادية والاجتماعية”.
وتقول: ” من الناحية البيئية، نحن نعمل على جمع “السدد البلاستيكية لقناني المرطبات ولعلب الشامبو والمساحيق المنزلية وذلك حفاظاً على الطبيعة ومواردها وسعياً إلى تدريب المواطنين وتعويدهم على عملية فرز النفايات”.
وتضيف: “ومن الناحية الاقتصادية، فنحن نبيع هذه “السدد” البلايستيكية إلى مصانع البلاستيك، فنشجع من ناحية الصناعة الوطنية ونسهم من ناحية أخرى عبر الأموال التي نجنيها من البيع، في صناعة كرسي نقال ضمن مشاغل أركنسيال، يتم بالتالي تقديمها إلى شخص معوق هو بحاجة إليها”.
وتذكر بأن الجمعية تعمل منذ زمن على صناعة الكراسي النقالة واعطائها للمحتاجين، إلا ان هذا المشروع قدم دعماً اضافياً، منذ ان بدأ في أيار/ مايو 2009، وعمل على تثقيف المواطنين كباراً وصغاراً حول اهمية الفرز والحفاظ على بيئة لبنان”.
وتلفت إلى ان “المواطنين أبدوا تجاوباً وحماساً تخطى المتوقع وأكد اهتمامهم بالشؤون الاجتماعية والبيئية، حيث تمكنا لغاية اليوم من صنع أكثر من 20 كرسياً نقالاً بفضل مساهمتهم في جمع “السدد” البلاستيكية وتقديمها إلى مراكزنا حيث ان كل طن اي كل 500 ألف سدة بلاسيتيكية تغطي ثمن كرسي نقال”.
وتؤكد بشارة “الاستعداد للمضي بتأسيس شبكة فرز لجميع النفايات في لبنان في حال تأمن دعم المادي المطلوب، لا سيما واننا نعاني من مشكلة نفايات عويصة ومن اماكن لم تعد تتسع لها، ما يجعل من اعادة التدوير الحل الأمثل”.
“الشبيبة الارثوذكسية”
وتتحدث عضو “حركة الشبيبة الارثوذكسية” رنا الشمندي عن مشروع الحركة البيئي الذي “يهدف إلى جمع الورق والكرتون والمجلات والجرائد في محافظة جبل لبنان عبر الأهالي الذين يفرزونها من بين النفايات ويأتون بها كل إلى رعية منطقته، حيث يتواجد 17 فرعاً للحركة في محافظة جبل لبنان، كل ضمن الرعية التابع لها”.
وتشير إلى ان “الأوراق المجمعة تنقل إلى مصنع لإعادة التدوير في الجديدة المتن وعند كل آخر شهر نحتسب الكمية التي تم جمعها ونأخذ ثمنها من المصنع، وتذهب هذه لأموال لدعم مشروع “التبني المدرسي” الذي يسهم في دفع أقساط الطلاب المحتاجين والعاجزين عن تسديد الرسوم المدرسية”.
وتوضح أن “المشروع بدأ منذ كانون الأول / ديسمبر الماضي، وقد تمكنا لغاية اليوم من فرز 10 أطنان من الورق والكرتون ضمن اطار مبدأ “اعادة التدوير من أجل التعليم” ” Recycle For Education” المتواجد كصفحة على “الفايس بوك” (Facebook) وذلك بهدف التوعية حول أهمية فزر النفايات والتأثير الايجابي لذلك على البيئة وعلى مشروع “التبني المدرسي” وتقول: “وجدنا اولاً صعوبة في ايصال الرسالة وتحفيز الناس، ولكننا اليوم بلغنا مرحلة متقدمة وبات المواطنون أكثر دراية ومعرفة بماهية وحجم الجمع أكثر”.
وتلفت الشمندي إلى ان “عملية فرز الورق من النفايات واعادة تدويره توفر صرف كميات من الطاقة والمياه وبالتالي تقلص من تلوث الهواء، إذ ان اعادة صنع ورق جديد تتطلب استهلاكاً اكبر للطاقة وتفاقم بالتالي من حدة التلوث”.
وتركز على ان “عملية فرز الورق هي عملية سهلة تسهم في تحقيق تنمية مستدامة على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، عوضاً عن حرق الورق أو رميه وبالتالي الحاق الضرر بالطبيعة والبيئة”.
وينوه
الاستاذ في الجامعة اللبنانية داني عبيد “بتوجه عدد من الجمعيات الأهلية المحلية نحو مفهوم “Reycucle For a Cause” أي “إعادة التدوير لسبب ما”، وهذا ما دفع بها الى تبني مشاريع بيئية وانسانية واجتماعية معاً، عملاً بتحقيق تنمية مستدامة تقوم على الأسس الثلاثة: الاجتماعي والبيئي والاقتصادي”.
ويرى ان “مشروعي “اركنسيال” والشبيبة الارثوذكسية” هما مشروعا تنمية مستدامة وعلى الرغم من صغر حجمها، يعودان بفائدة كبرى ومهمة على المجتمع، لا سيما وان الشعوب التي سبتقنا بأشواط في موضوع اعادة التدوير لم تصل في يوم او يومين ، انما عملت لفترة طويلة على تكريس فكرة اعادة التدوير”.
ويأمل أن “يشكل مبدأ اعادة التدوير لسبب ما” مدخلاً يعتاد عبره اللبنانيون على هذه الفكرة فيسهمون في الخدمة الاجتماعية وفي حماية البيئة خصوصاً في ظل غياب قوانين رادعة، ما يحتم وضع قانون يستند إلى القانون العالمي (الملوث يدفع) الأمر الذي يحد من عدم اكتراث المواطنين بالبيئة ويشجعهم على حمايتها”.
ويتمنى عبيد أن “نصل إلى يوم يتم فيه فرز جميع النفايات في لبنان/ إذ ان الحرق ليس أفضل الحلول، انما هو أفضل طريقة اليوم لمعالجة النفايات، نظراً لكمها الكبير ولكن قبل المعالجة هناك عمليات الفرز واعادة التدوير والتي تشكل حلاً لمشكلة النفايات وتتيح بالتالي الفرصة للاستفادة منها مادياً ولاستثمار الأرباح في نشاطات بيئية وفي دعم العائلات المحتاجة”، مشدداً على “ضرورة التعاطي مع النفايات بمسؤولية وتربية أطفالنا وتعويدهم على فرز النفايات لأنهم هم من سيتولون دفة القيادة في المستقبل”.

http://almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=461625

About danyelobeid

I have a PhD in agriculture. I am interested mostly in bees, beekeeping practices and environmental issues.
هذا المنشور نشر في Uncategorized. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق